بقلم معز راشد
المعضله الأمنية والقضايا الأمنية من أهم التحديات التي تواجه مختلف الدول و إن تحديد المفاهيم المرتبطه بها هو أهم إنجاز يمكن منخلاله تخفيف شدة التوترات التي يشهدها الوضع الدولى اليوم وخاصه الدول العربية التي مازالت ولا زالت تعاني من الحروب بإسم الطائفة أو القبيلة أو الأحزاب السياسية وتعتبر المعضله الأمنية من بين المفاهيم الجوهرية التي تم ربطها بظواهر النزاعات مع العلاقات الدوليه ، و ذلك كون أن العلاقات بين الدول تجري في وسط تغيب عنه سلطه مركزية و بذلك فإنّ كل دوله تجد نفسها على الدوام معرضه لخطر دوله أو دول آخرى ؛ ومن بين الأسباب التي أدت لحدوث المعضله الأمنية الشكل ثنائي القطب الناشئ خلال الحرب البارده وأحداث ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م ، والثورات العربية وظهور داعش في بلاد الرافدين والشام وليبيا ، قد أدي إلي تفاقم المعضله حيث أصبحت معضلة الأمن في هذه الفتره أقصي درجه من الشده و إن الخوف و إنعدام الثقه هما من صميم معضلة الأمن و حتي عندما يسود الأعتقاد بأن دوله ما .. تضمر نوايا حسنه يضل هناك شعور بأنّ هذه النوايا يمكن أن تتبدل ، كذلك لاتقتصر المعضله الأمنية على الجانب العسكري فقط ، إنما يتعداه إلى كل الأجراءات سواء كانت إقتصاديه أو سياسيه التي تتخذها دولة ما .
و تصورها الدول الآخرى على أنها موجهة ضدها بالأساس و تضرب أمنها القومي خصوصا في الحالات التي يكون فيها هناك رصيداً نزاعيا بين دولتين أو أكثر و تكمن الحيره في زيادة القوة العسكرية و الأنعكاسات السلبيه على الأقتصاد من جهه وبين التنمية الأقتصادية والتقليل من التسلح من جهة ثانيه ؛ فالأختيار الأول يثير مخاوف الجيران( إيران) و دول الخليج و إسرائيل و الثاني قد يقوى من الأقتصاد لكنه يظهر ضعف الدوله للجيران (الكويت )العراق في عهد صدام حسين .وللخروج من المعظله الأمنية ان المشكلة الأمنية حالة مزمنه في السياسه الدوليه فاعتبر ان نظام العون الذاتي يبرز توازن القوى حتي في غياب سياسه ترمى للحفاظ عليها … كما أن موازين القوى تنشأ بصرف النظر عن أي نوايا لدوله بعينها ؛ كذلك يمكن التخفيف من آثار المعضله الأمنية ضمن نظام العون الذاتي ومن خلال تفعيل آلية ميزان القوى، كما يوضح ان مفهوم ميزان القوى كان يعتبر طوال فترة نظام الدوله الحديثه من ضرورات حفظ حرية الدول ، فميزان القوى هو هدف جوهري للسياسه الخارجيه بالنسبه للدول العظمي والعظمة لله عز وجل .
من خلال ماذكر في هذا الطرح يمكن القول أن المعضله الأمنيه إن أي دولة في النظام الدولى المتميز بالفوضويه و انعدام سلطة مركزيه تشعر بالتهديد تسعى للحصول على مزيد من القوه ، تقيها عدوان محتمل و الأنفلات من قوة الآخرين ، لكن هذا يجعل الطرف الآخر يشعر بمزيد من الأمن ، مما يدفعه للتأهب للأسوأ وبما ان يشعر طرف بالأمن تماما في عالم يتكون من وحدات متنافسه كما يتعذر للدول الأطمئنان أو الثقه بنوايا الدول الآخرى فإن السعي للقوه يتواصل ، وبالتالي فالصراع من أجل المصالح و القوه هوا سيد الموقف .