يؤكد التحليل الجيوبوليتيكي لمنطقة المغرب العربي على أهمية الموقع كحزام متوسطي وواجهة إفريقية، ما يجعل هذه المنطقة الاستراتيجية وفق الدراسات الأمنية تتعامل مع مصادر التهديد والتحديات الأمنية ككلة إقليمية واحدة، لكن هيئة المنظومة المفاهيمية المتعلقة بالاعتبارات الخاصة بأمن الدولة الوطنية التي تتمحور مرتكزاته حول المجال العسكري كانت السائدة في العلاقات بين دول هذه المنطقة.
نتيجة لذلك اشمت العلاقات بين هذه الدول التي تعتبر كلا من الجزائر والمغرب العنصر الحيوي بها بالنهج النزاعي، خاصة عقب استقلال الجزائر عام 1962 الذي أعقبه جملة من الأزمات، كانت أبرزها حول الحدود المرسومة من قبل الاستعمار، بداية هذه الأزمات كانت تعرف بحرب الرمال، تلك المواجهة المباشرة بين البلدين
وعليه فإن دراسة واقع العلاقات بين الجزائر والمغرب يشكل بعدا جديدا في تاريخ الدولتين، على ضوء ما أنتجته نظريات العلاقات الدولية، والتي من شأنها تفسير واقع العلاقات بين البلدين
انطلاقا مما سبق، فإن هذه الدراسة ترتكز على الإشكالية الأتية: كيف يمكن لمفهوم المعضلة الأمنية كمقارية في البرادايم الواقعي تفسير العلاقات الأمنية ما بين الجزائر والمغرب؟” .
وتتفرع عن هذه الإشكالية الرئيسة عدة أسئلة تستوجب البحث، ما هو الأمن وما هو مفهوم المعضلة الأمنية في نظريات العلاقات الدولية؟ ماهي ابرز سمات العلاقات الأمنية بين الدولتين؟ وهل يمكن اعتبار جملة المهددات والتحديات الأمنية التي تواجه الدولتين كمحدد لمفهوم المعضلة الأمنية؟
فرضيات الدراسة:
بناء على الإشكالية الرئيسة والتساؤلات الفرعية، فإن المسعى البحثي سيقوم على أساس مجموعة من الفرضيات ذات علاقة بالدراسة:
– تعبر المعضلة الأمنية عن تشابك وتعفي في مجموعة العلاقات التي تربط الأول. – كلما زادت حدة المشاكل بين البلدين، كلما أدى أحتمال إلى نشوب نزاع بينهما.