2019, المجلد , العدد 41-42, الصفحات 217-244
ترتبط فكرة السظيم الدولي بالعلاقات الدولية، مما يعني قدم الفكرة. وهي في جوهرها، تنصب على تنظيم مصلحة مشتركة، والنأي بالدول عن النزاعات المسلحة وتجنب النتائج الوخيمة التي تترتب عنها. والحقيقة أن مثل هذه الغاية تفصح عن سمو الفكرة ذاتها، ويعد الاتفاق على قواعد قانونية مناط عملية التنظيم ، إذ لا يمكن الحديث عن السظيم، سواء أكان على المستوى الداخلي للدولة، أو على صعيد علاقاتها الخارجية، ما لم يخضع سلوك الأفراد أو الدول إلى قواعد ضابطة.
ومن جانب آخر تقتضي عملية التنظيم على الصعيد الدولي ايجاد مؤسسات دولية تجري في اطارها تنسيق المصالح المشتركة بين الدول، لمنع نشوء النزاعات بشأنها. ثم تنسيق وتوحيد مواقف الدول حيال قضايا تهم المجتمع الدولي بشكل عام، مثل قضية السلم والأمن الدولي، وقضية البيئة، والتغير المناخي وقضية التنمية، وقضية حقوق الإنسان، وغيرها من الحقوق التي باتت تشغل الأسرة الدولية
في سياق هذا الاهتمام، ظهرت المنظمات الدولية، كمؤسسات ذات طابع دولي تتسم بالاستمرارية، للنهوض بتنظيم العلاقات بين الدول سواء على نطاق اقليمي او على نطاق عالمي، متخصصة او، عامة، ومن بينها منظمة التعاون الإسلامي. التي عنيت بشؤون العالم الإسلامي، ومنها قضية الأقليات الإسلامية في الدول غير الإسلامية.