شهدت منطقة الساحل الأفريقي من بين أكثر المناطق في العالم تدهورا أمنيا، فقد أصبحت بؤرة توتر ومصدر تهديد للأمن نظرا لما تحمله من تناقضات بنيوية مرتبطة ببناء الدولة الوطنية، من فشل السياسات التنموية وغياب الاستغلال الرشيد والأمثل للإمكانيات المتاحة، إلى جانب غياب العدالة التوزيعية بين الأفراد والمناطق الجغرافية، كل ذلك أدى إلى إنتاج أنظمة عاجزة قوبلت بالرفض من قبل شعوبها، فكانت بذلك مسرح للصراعات العنيفة والانقلابات العسكرية والحركات المسلحة المطلبية والإنفصالية، وظهور التنظيمات الارهابية والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، فالديناميات التي تقف وراء مشكلة أمن الساحل الإفريقي متعددة وبأوجه مختلفة ومعقدة ومتداخلة
وأن الخروج من هذه المستنقعات الأمنية لابد من إنهاء الحروب في هذه الدول وإحلال السلام الدائم واقرار المصالحات الوطنية وإصلاح الدول والمؤسسات المدنية والعسكرية، للقيام بوظائفها على أكمل الوجوه، بغية الوصول إلى تحقيق الأمن الإنساني والحكم الرشيد بالمنطقة، وصيانة وضمان أمن منطقة الساحل الإفريقي.