يعرف الفضاء المتوسطي بشقيه الشمالي و الجنوبي عدة تفاعلات فيما بين الدول و باقي الفواعل الرسمية و غير الرسمية على المستوى الإقليمي و الدولي، خاصة في الآونة الأخيرة بعد التحولات التي عرفتها المنطقة في دائرتها الإفريقية (ببعديها الشمالي و الغرب جنوبي) ، بالضبط في منطقة الساحل الإفريقي( الأزمة الليبية و أزمة شمال مالي ابتداء من 2010 ). ففي دراستنا هذه سنحاول تسليط الضوء على الواقع الأمني في هذه المنطقة، و مدى تأثيره على أمن دول غرب المتوسط المتمثلة في دول المغرب العربي و الدول الأوروبية – المطلة عليه-. فلا بد من دراسة البيئة الأمنية في منطقة الساحل الإفريقي لمعرفة مختلف التحديات و الرهانات التي تواجهها هذه الدول و التي تتحكم في علاقاتها فيما بينها ، و بالتالي الوصول إلى تداعيات و انعكاسات هذه البيئة على أمن غرب المتوسط. كما سنتطرق في بحثنا هذا إلى مختلف الإستراتيجيات الأمنية الإقليمية و الدولية التي تم صياغتها من أجل احتواء و مواجهة مختلف التهديدات الأمنية في الساحل الإفريقي، و في الأخير سنحاول دراسة مستقبل الأمن في هذه المنطقة في ظل تعدد و تباين الإدراكات و التصورات لمختلف الأطراف للتحديات الأمنية فيها.
