ملخص: تعود ظاهرة هجرة المغاربة نحو أوروبا الأولى لفترة ماقبل الحرببن العالمتين فقد ربطت الدول الأوروبية نفسها بمستعمراتها في جنوب المتوسط ، و إعتبرت هذه المناطق بمثابة قواعدها الخلفية في مواضيع التنمية و النهضة التي عرفتها في القرن الثامن عشر و التاسع عشر ، و بنيت خلالها أوروبا على مقدرات هذه الدول و على جثث مواطنيها في فترة الحربين العالميتين، و مع نهاية هذه فترة الإستعمار إستعانت الدول الأوروبية بسواعد المهاجرين في إعادة بناء حضارتها الراهنة . و مع تزايد الهوة بين ضفتي المتوسط أغلقت الدول الأوروبية حدودها في وجه المهاجرين و إتجهت لسياسة أكثر إنتقائية مما أدى لإبراز الوجه الآخر للحوار المتوسطي في سياق رفض حركة الهجرة بالعموم بصورة تتداخل فيها كل المتغيرات السياسية و الأمنية و الاجتماعية ،و أصبحت الأزمات المتتالية في المنطقة المغاربية تشكل تهديدا مباشرا للقيم الأمنية في غرب المتوسط ، و قد شكلت الأزمات السياسية في الدول المغاربية دفعا جديدا للهجرة و اللجوء في مقابل سياسات أوروبية متشددة نحو هذه القضايا ، و تهدف هذه الدراسة لتحديد أهم حركيات الظاهرة في ظل الأزمات السياسية الراهنة و أثررها على القضايا الأمنية في غرب المتوسط.
